قصة واقعية أرجو أن تعجبكم&&&

{قيود الوهم}
بعد ان زاد صراخهم خلف منزل الشيخ
قلت دعني أخرج وأكثر اللوم والتوبيخ
قال لا يابني
كل سنة هم يأتون
وعلى الناس يكذبون
بل بألفاضهم يعتدون
والكثير خلفهم يجرون
قلت ياشيخ لقد ربيتني وعلمتني
ولن يستطيع هاؤلا الأربعه ان يغلبوني في القول والحجه
قال الشيخ ستفتن بهم يابني
قلت لا بل سأتيك بهم تائبون
ولأقدامنا هم يقبلون
قال ذلك شأنك أذهب واستعن بالله
خرجت وانا لا أرجو أجرا ولا منفعه
سوى الهداية لأولإك الأربعهوقبل ان أبدأهم بالسلام
قال احدهم أهلا بالشيخ العلام
فعضم قدري في نفسي بتحيتهم
فقلت السلام عليكم
فقالوا وعليك السلام والرحمة والإكرام
ياشيخ قبل ان تبدأ حديثك الا تمضي معنا بعض الوقت نمشي
فقد طال بنا الوقوف
ولم يدخلنا أحد داره مثل الضيوف
فمشيت وفي قلبي منهم وجل وخوف
ذهبت وليتني لم أذهب
فقد غويت كما قال الشيخ
كانوا في أحسن حال وخلقه
ولكنه ورائهم أمر بال كالخرقه
كلامهم جميل ولكنه قبيح
تحس انهم مؤدبون ولكن من القبح الخفي لهم فناء فسيح
يعجبك قولهم في بدايتك
وماهي إلا أيام حتى تعلم كذبهم وزيفهم وتعلم انك كنت على خطأ
إن قلت هذا حرام
اسكتوك بحجة باطلة بل بإحكام
ندمت على مفارقت الشيخ
بل أصبح شكلي قبيح
كلما أردت التوبه قالوا لمن خلق هذا الكون الفسيح
وبعد ان افسدوني همو بالرحيل
وزرعوا في صدري ان الله بخيل
فلا توبتي سيقبل
والنور على قلبي لن يطل
رحلوا وبقيت في حسرتي
قمت في اليوم الثاني من رحيلهم
فإذا برجلي مربوطة بحبل طويل مد بصري
بل يعجز عن رؤيته نظري
وذلك الحبل يجرني إلى الوراء
حبل غليظ
ربط في قدمي بإحكام
جاء رجل من بعيد وقلت ساعدني
والحبل يجرني إلى الوراء على وجههي
ويداي ترسمان خطان في التراب
فقال لي هل جننت بماذا اساعدك
قلت أرجوك امدد لي ساعدك
فمدها فإذا بها بعيده
بل كأنه في أعلى جبل وانا بأسفله
قال هذه يدي في يدك ماذا بك
قلت له كيف تراني
قال انت جالس وتصرخ أنقذوني ومابك من أذى
قلت انضر إلى رجلي هل ترى الحبل فقال أي حبل
ثم مضى وهو يقول لقد فقد عقله
ثم زادت سرعة الحبل وهي تجرني
حتى سال دمي وقد أمضيت نصف يوم والحبل يجرني
وانا كذلك
ابصرت أصدقائي الأربعه
فإذا بأنوفهم مجدعه
ولهم من الأعين أربعه
وأشكالهم قبيحة مقززه
بل كأن وجوههم بالحشرات مرصعه
قلت أين النضارة والجمال
أين الملابس التي لانراها إلا في الخيال
ولكن لا يهم أرجوكم أنقذوني
فقال أحدهم متعجبا ننقذك
كيف ونحن الذين صنعنا بك ذلك
إنتضر
ثم تقدموا وأوخرجوا من صدورهم ثلاثة حبال
وأوثقوا رجلي ويداي وابلغوني أن امري في وبال
ثم رموا أطرفها في جو السماء
حتى غابت عن الأبصار
فإذا بها تهوي في مكان بعيد
فقالوا ويلك لقد إقترب الوعيد
فقلت بحق صحبتنا من انتم
فقالوا نحن الذين جعلناك هكذا
ونطوف أرجاء الأرض برا وبحرا
ونفتن الناس
ونجعلهم بغبائم يتبعوننا
قلت وماهذه الحبال وإلى أين تجرني
قال لن نخبرك
فمضوا وانا ابكي
رجع أحدهم فقال لك فرصة واحدة للنجاه
إنها في مغارة ...
ولم يكد يتم كلامه حتى استعجله رفاقه فرحل
ولم يخبرني بالحل
بقي الحبل يجرني حتى فقدت الوعي
قمت فائذا بي في مكان موحش غريب
ليس فيه نور ولا انيس ولا طبيب
أيقنت حينها بالهلاك
وانا في أحد زوايا المغاره
جالس ويداي موثقتان بحبل مربوطان في رجلي ممدودان
إلى مكان اجهله
فالضلام متمكن من المكان
إضتجعت على جنبي الأيمن وركبي تضرب في صدري بعد أن أوثقت بالقيود
ويداي مربوطتان من أمامهما
بدأت بالبكاء والعويل حتى أحسست بأن التربة التي بجانبي غدت طينا
وأضلاعي تتفكك من شدة البكاء والنحيب
حتى نفدت الدموع
إختلط خدي الأيمن بالتراب والدموع
افتح عيني وأغمضها علي اجد نورا أو وهجا من شموع
نحفت أضعاف وزني
وأنا على حالي أحسست بشيئ يمشي فوق خدي
فتحت عيني على مهل من شدة التعب
فإذا بها نملة صغيره في فمها فتات من خبز
خاطبتني قائله
كيف حالك أيها الأسير
ومن متى بدأت إلينا المسير
تقول ذلك وهي تضحك
قلت قبحك الله من نملة صغيره
أهاذا وقت المزاح أيتها النملة الحقيره
قالت هو ذاك
أراك غدا وقد غدوت عضاما باليه
قلت انتضري
أرجوك هلا ساعدتني في الخلاص مما انا فيه
قالت لن اساعدك بل كيف اساعدك
قلت أرجوك
فقالت هلا انقذت نفسك بنفسك وانت الإنسان قد أعطاك الله نعمت العقل فكر أيها الكسول
قلت في نفسي لن ينفع معها سوى الحيله
فقلت لها مارأيك لو ساعدتني أعطيك خبزا يكفيك حولا كاملا
وأحول المغارة هذه إلى فواكه وكل ماتريدين
فقالت حقا
قلت نعم ولك المزيد
قالت سأساعدك
ثم اقتربت وقالت اما إنه لا حول لي ولا قوه في فك القيود
ولكن سأخبرك بخادم المغاره
ثم اقتربت من أذني فهمسة وقالت هو الضلام
قلت وكيف أناديه
قالت لا أعلم والأن أعطني اجري
قلت أي أجر أيتها الوقحة البلهاء
كيف أجلب لك الثمار والفواكه وانا مقيد الأيادي والأرجل
هيا أرحلي قبل ان أنفخ فيك نفسي فألصقك بالجدار
هيا أغربي عن وجهي
رحلت وهي تتمتم وتقول لن أسامحك أيها المخادع
تستحق هذه القيود بل حتى العيش مع الضفادع
وبعد ان رحلت النمله
ناديت وقلت أيها الضلام ياسيد المكان
فلم يجبني أحد فزاد همي
صرخت حتى بح صوتي
وانقطع فوتي
وأحسست بدنو موتي
فجأت إذا بي إعتدلت جالسا
إلتفت يمينا ويسارا فلم أرى أحد
ولا أدري أهو من كثرة البكاء
ام شدة حاجتي للماء
والقيود تكاد ان تقطع يدي ورجلي
فإذا بصوت ينطلق من كل مكان
يقول ماتريد أيها ألأسير
فقلت هل انت الضلام
فقال نعم
قلت أرجوك ساعدني
قال لي أنا أعلم ماالذي أتا بك إلى هنا
ويجب ان تموت هنا نعم هنا
قلت أرجوك ساعدني
قال لن اساعدك
قلت له قد تبت
فلم يجبني
وبعد برهة قال سأرحل
قلت ساعدني أرجوك
ناديته قبل رحيله فقلت
سأسألك سؤالا فأجبني
قال قل وأوجز
قلت له أسألك بالله لو انك مقيد مكاني
وبك مثل حالي
وممررت انابك
ماذا تتمنى فأجاب
ان تنقذني
فقلت إذا ساعدني
صمت قليلا ثم قال
وما عساي ان افعل
قلت له إذهب إلى قرية كذا وكذا وادخل بيت شيخ كبير في السن هيئة كذا وكذا واشرح له حالي
وسيخبرك بسر إعتقالي
قال بشرط
قلت ما هو قال ان أراك كل يوم
قلت كيف فقال لن أقول المزيد
هل وافقت على شرطي
قلت نعم
قال وإن أخلفت جعلت نورك ضلام
وأشكوك إلى الملك العلام
وموعدنا إذا عدت تفي بوعدك قبل بزوغ النهار
فوافقت
ومن غفوتي إستيقضت
قلت هيا إذهب إلى الشيخ قال لا أستطيع الذهاب الأن
فنحن في النهار
سأنتضر حتى حلول الليل
عدت على جنبي واظطجعت
ونمت
وبعد مدت لا أعلمها أحسبها طويله
إذا بالضلام يوقضني
ويقول قم لقد جئتك بالفرج
لقد وجدت الشيخ وأخبرني بالمخرج
أدنو مني واسمع
قلت ادنو انت كيف أدنو والقيود موثقه
قال ستنفرج هذه القيود بعد ان تقول هذا الكلام
اسمع
وبعد ان أنهى كلامه ذكرني بوعدي له
وقال اما انا سأرحل
أستوعبت كلام الضلام عن الشيخ جيدا وعجبت من عدم قدرتي تذكره قبل ذلك
إستويت جالسا وانا أتململ في قيودي
ثم وضعت يداي على الأرض وانحنيت ساجدا
ثم قلت
استغفرك ياربي
أتوب إليك يامؤنس وحشتي
ضاقت عني سبل الأرض إلا سبيلك
وتخلى عني الجميع إلا عفوك وطريقك
ربي هذه قيود الشهوات في رجلي ويدي
ولا حآل لها سواك
ولا أريد إلا رضاك
ربي تجاوز عني
واغفر خطأي
ربي لم أعصك مستهيننا بعذابك
ولا مستهزئا بوعيدك وعقابك
ولكنها نفسي والشيطان
يارب الأنس والجان
إغفر ذنوبي
واستر عيوبي
لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الضالمين
ثم رفعت رأسي فإذا بي في منزل الشيخ
فقال وهو مبتسم أهلا بك ياغلام
قد اطلت المغيب
بكيت ثم أرتميت بأحضانه
وقد حلت قيودي
وبرئت جروحي
بل ببلسم الإيمان إرتقت روحي
فقال يابني في أزماتك
ومشاكلك
ألا ترمي جسدك في أحضان الأرض بالسجود
وتتوب إلى الإله المعبود
وتطلبه الفوز بجنة الخلود
في سدر مخضود وطلح منضود
وتفي للناس قبل ذلك بالعهود
قلت مهلا مهلا ياشيخ
لقد وعدت الضلام ان ألقاه كل ليل وسيطلع الفجر ونحن نتحدث
قال الشيخ أذا اوفي بعهدك
فقل كيف ألقاه ومكانه بعيد
وقد كنت هناك كالطريد
وخرجت فأصبح يومي عيد
بالله كيف ألقاه
حينها إبتسم الشيخ وقال
لن تتعلم أيها الغلام التعيس
الضلام يريدك ان ترد معروفه
بالقيام في الليل
بين يدي الجليل
تقوم كل ليل
حتى لو كنت عليل
قلت له سأوفي بالدين
واستغفر الله رب العالمين
قال لي كيف كانت قيود الشهوه
فنضرة إليه ثم بكيت
وكلما تذكرتها بكيت

والصلاة على سيد المرسلين
وخير خلقه اجمعين
عليه وعلى أله افضل الصلاة وأتم التسليم

مشكور يا الغالي بس القصه طويله



اخوك عايض هداف

يعطيك العافيه