مأساة الهلال الاحمر السعودي

مسكينة هي جمعية الهلال الأحمر السعودي ضاقت ذرعاً بالمصابين في الحوادث ، لا تعلم أين تذهب بهم ؟! وإلى إلى أي مستشفى تنقلهم ؟! الكل أغلق أبواب الطوارئ في وجه سياراتها ولا عزاء للمصابين في وقت تحولت فيه مهنة الطب إلى تجارة رابحة خالية من الإنسانية فلا ملائكة رحمة ولا أطباء شفقة !! ، لقد أصابتني القشعريرة وأن أقرأ تصريح مدير عام الخدمات الاسعافية بجمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك وهو يدافع عن جمعيته التي لا حول لها ولا قوة جمعية ويرد على على ما تم تناوله في وسائل الإعلام من اتهام مسعفي الهلال الأحمر السعودي بالاستهتار بحياة المخترع السعودي مهند جبريل أبو دية والذي فقد أحد ساقيه بسبب التأخر في علاجه مع أن جمعية الهلال الأحمر وصلت إلى مكان الحادث خلال ثلاثة عشر دقيقة على الرغم من الزحام خلال ساعة الذروة في ذلك الوقت وباشرت فرقتان اسعافيتان الحادث وقدمت الخدمات الطبية الطارئة في الموقع حيث قامت بتثبيت عنق المصاب ووضعه على اللوح الخشبي لتثبيت الظهر - تم تثبيت الأطراف بالجبائر - تم إيقاف النزيف الغزير الذي كان يعاني منه المصاب وتم إعطاؤه الأوكسجين وتعويضه بالسوائل الوريدية ثم نقل إلى المستشفى الوطني وقد استغرق كل ذلك (11) دقيقة .

الفرقة الاسعافية تجاوزت مستشفيات حكومية وخاصة قريبة من موقع الحادث والسبب يعود إلى أن غرفة العمليات بفرع الرياض تلقت صباح ذلك اليوم فاكسات من بعض المستشفيات العسكرية والخاصة القريبة من الموقع والتي تفيد بعدم توفر أسرة لديها لقبول الحالات ؟! كما صرح بذلك مدير عام الخدمات الإسعافية والذي وأشار بكل أسى وحرقة إلى أن هذا الفعل ما هو إلا استمرار لمعاناة مرضى الحالات الطارئة بمدينة الرياض خصوصاً حيث تتكرر هذه الفاكسات بصورة يومية طوال العام مع معاناة فرق الطوارئ بالجمعية من إيجاد الأسرة المناسبة بالانتقال بين المستشفيات بالحالة الطارئة التي لا تجد من يرحمها ويقبلها !! ، والمصيبة والعظمية والطامة الكبرى قوله : " أن هناك من يحتجز سيارة الإسعاف لإجبارهم على نقل المصاب أو المريض الذي أتوا به ومنهم من يغلق أبواب قسم الطوارئ كبعض المستشفيات الجامعية ولا يسمح حتى بمعاينة الحالة من قبل الطبيب ويكتفى بالتأشير للفرقة الإسعافية من خلف الزجاج بعدم قبول الحالة " .

مصيبة عظيمة وطامة كبرى أن ترفض مستشفيات حكومية عسكرية كانت أم جامعية استقبال حالات حرجة وطارئة تأتيها من الهلال الأحمر السعودي بلا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية ؟!! ، والأدهى والأمر أن هذه المستشفيات ترسل فاكسات بشكل يومي إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي تطلب منها عدم نقل مصابين إليها براءة للذمة !! ، وكذلك تفعل المستشفيات الخاصة مع الأسف والتي تحولت إلى شركات نهب وسلب للمرضى والمراجعين بحق وبدون وجه حق بدلاً من تقديم خدمات إنسانية لا نقول مجانية ولكن على الأقل مقابل هامش ربحي بسيط ؟! المصيبة أن المستشفيات الخاصة ترفض استقبال الحالات الطارئة والتي من المفترض أن تتكفل وزارة الصحة بدفع فاتورة الحساب لتلك الحالات حسب النظام بحجة أن الوزارة لا تدفع الفاتورة والتي أصلاً تعتبر لا شيء في مقابل ملايين تحققها المستشفيات ؟! .

أغرب ما شاهدته أن جمعية الهلال الأحمر السعودي لا تنقل الموتى بل المصابين فقط ؟! فهي حينما تباشر الحادث تتأكد من المصابين أنهم ما زالوا على قيد الحياة وإلا غادرت المكان تاركة المتوفين على قارعة الطريق حتى تأتي سيارة البلدية لتنقلهم إلى مستشفى الشميسي وقد وقفت على حالة شاب توفي في حادث سيارة بقي ممدداً على الأرض أكثر من أربع ساعات تحت لهيب حرارة الشمس ولم يسمح المرور حتى لوالده أن ينقله انتظاراً لسيارة البلدية المخصصة لنقل الموتى وكأن الميت لا كرامة له ؟! وأعرف قصة شاب فقد يده بسبب عملية خاطئة لإخراجه من السيارة بالقوة ظناً من المسعفين أن الشاب متوفى حتى ذكر أن المسعفين أدخلوه في كيس بلاستيكي مدعين وفاته ؟! .

الحل لأزمة الهلال الأحمر السعودي ولأزمتنا الصحية هو التأمين الصحي !!! .

بارك الله فيك على هذا الطرح الجميل
ما نقول إلا حسبي الله عليهم

يعطيك العافيه

مشكور